الخميس، 20 أغسطس 2009

خطة رمضانية للفوز بالكنوز الربانية




يقول الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
صلاة + قيام + قرآن + ذكر + بكاء من خشية الله = رمضان حقيقي ( مقبول بإذن الله )
صلاة + مسلسلات + تدخين + فوازير + أغاني +ملابس ضيقة = رمضان مزيف ( غير مقبول والله أعلم )


والدليل على ذلك.. قول الله تعالى:" قلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً ، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا، أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ''رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش''


رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح هذا أوان تبتل وصـــلاح
واغنم ثواب صيامه وقيامه تسعد بخير دائم وفلاح
ها هو رمضان قد أقبل بخيره وعطاءه، بكرمه وسخاءه، بمنافعه وتقواه. فلابد من استغلاله في الطاعات حتى نفوز بجنة عرضها الأرض والسموات.

فيا أخي...... بادر بالتوبة النصوح قبل فوات الأوان
أقلع عن معصية الله ...... فرمضان فرصة للتخلص من السجاير والشيشة والتدخين.........رمضان فرصة للتخلص من سماع الأغاني .... رمضان فرصة للتخلص من النظر المحرم ..... رمضان فرصة للتخلص من الاختلاط المحرم.... رمضان من أعظم المناسبات لتدريب النفس على هجر المعاصي.

ويا أختاه ...... بادري بالتوبة النصوح قبل فوات الأوان.
أقلعي عن معصية الله ...... فرمضان فرصة للتخلص من الملابس الضيقة .... رمضان فرصة للتخلص من العطور والبرفانات .... رمضان فرصة للتخلص من الأفلام والمسلسلات...... رمضان من أعظم الفرص لتربية النفوس على الطاعات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما امرأة استعطرت، فمرت على قوم ليجدوا ريحها، فهي زانية، وكل عين زانية".

ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا :" يا معشر النساء تصدقن، وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار".
يا أخي .... ابدأ في التغيير ولا تقل :" لا أستطيع " فالله عز وجل يقول :" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ".
يا أختاه ... ابدئي في التغيير ولا تقولي :" صعب محال " فالله يقول :" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ".

فالبداية من عندنا والتوفيق من عند الله.

إخواني ....... قولوا لربكم :" يا ربنا ها نحن بدأنا في التغيير فأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
يقول الله تعالى:" (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) ".

إخواني ....... هل تعتقدون أن دخول الجنة سهل ميسر؟!!!
لا والله .... إن دخول الجنة له ثمن غالي لابد من دفعه في الدنيا ..." آلا إن سلعة الله غالية ، آلا إن سلعة الله الجنة".
يقول الله تعالى :" أفحسبتم أن تدخلوا الجنة ولمَّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين".

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات".
يقول شيخ الإسلام بن تيمية – قدس الله روحه-:" إن في الدنيا جنة من لم يدخلها ، لم يدخل جنة الآخرة .. آلا وهي جنة الإيمان".

إخواني .... إن الرجوع إلى الله بصدق وإخلاص وإنابة هو الحل الوحيد لجميع مشاكلنا وأزماتنا ... والبعد عنه هو سبب كل شقاء وسبب كل تعاسة في الدنيا والآخرة.

يقول الله تعالى:" فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى "
ويقول أيضا: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى)).

الضنك : هي المعيشة المليئة بالمشاكل والأزمات والقلق والاضطراب وكل أنواع الشقاء.
إخواني...... قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

إخواني ...... فلنجعل رمضان بداية حقيقية للصلح مع الله، والصلح مع شرع الله، والصلح مع هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فلقد جربنا المعاصي فوجدناها لا تسمن ولا تغني من جوع، فلنجرب الطاعات ولنجرب حقيقة القرب من الله وننظر هل تفيد أم لا.

إخواني ...... لا تنظروا إلى صغر المعصية وتقولون هذه صغيرة، بل انظروا إلى عظم من عصينا... نحن نعصى الله الذي خلقنا فسوانا وجعلنا في أحسن صورة.... نحن نعصى الله الذي رزقنا ومنَّ علينا بنعمة الإسلام..... أسألكم بالله هل نجازي من أحسن إلينا بالمعصية ليس هذا فحسب بل بالجهر بالمعصية. ؟!!!!! فإنا لله وإنا إليه راجعون

يقول الله عز وجل :" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ. ". فأين هو الاستغفار؟؟ وأين عدم الإصرار على المعصية؟
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ". فأين هي التوبة؟ وأين هي الإنابة؟ ثم نرجوا بعد ذلك دخول الجنة أنَّى يكون هذا!!!!!!!!!!!!
يقول صلى الله عليه وسلم:" كل أمتي معافى إلا المجاهرون".

تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
في كل يوم يبتديك بنعمة منه وأنت لشكر ذاك مضيع


إخواني........... الكل يدعي محبة الله.... الكل يدعي محبة رسول الله ... فأين الدليل على هذا الحب؟!!! وكيف نُثبت لله أننا نحبه؟!!


إخواني .......... لابد أن يكون للمسلم في رمضان برنامج يومي لا ينفك عنه حتى لا يدع نفسه للأهواء تتلاعب به كيفما تشاء. كما أنه لابد أن يملأ أوقاته كلها في طاعة الله ولا يدع الفراغ يسيطر عليه.وهذا البرنامج لابد أن ترتب له من يوم الجمعة حتى تدخل رمضان ومعك هذا البرنامج. وهذا نموذج افتراضي لبرنامج اليوم في رمضان موزع ما بين قراءة قرآن وذكر وقيام وسماع وقراءة موضوعات حول رمضان وفضائله.


الاستيقاظ يكون قبل صلاة الفجر بساعة أو نصف ساعة، يقوم المسلم فيتوضأ ويصلي ما شاء الله له أن يصلي أو يقرأ القرآن. يقول الله تعالى :" وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا". ويقسم الله عز وجل في كتابه بالفجر ويدل هذا القسم على عظم المحافظة على صلاة الفجر وقرآن الفجر. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها. وبعد صلاة الفجر إن كان هناك متسع من الوقت يكفي للنوم فينام حتى موعد العمل، وإن لم يكن فيستغل هذا الوقت في قراءة القرآن. ثم يأتي للعمل ويستغل الوقت الذي هو بين خروجه من المنزل إلى وصوله العمل في قراءة أذكار الصباح. ويكره قراءة القرآن أثناء العمل لأن هذا الوقت ليس ملكك وإنما ملك العمل الذي تأخذ عليه أجر في نهاية الشهر فلا يجوز استغلال هذا الوقت لمصلحة شخصية إلا بعد موافقة صاحب العمل " هذا والله أعلم ".


ثم بعد ذلك يخرج من العمل إلى المنزل فيستغل الوقت من العمل إلى المنزل في الأذكار وكثرة الاستغفار بدلا من قراءة القرآن في المواصلات. لأن العلة والحكمة من قراءة القرآن التدبر والخشوع والفهم وهذا لا يأتي في وسائل المواصلات المليئة بالضجر والصخب والأصوات العالية وعدم التركيز لأنك ستنظر إلى هذا الشخص مرة وإلى آخر مرة أخرى وهكذا يتم تشتيت الفكر فلا تحصل على النتيجة المرجوة من قراءة القرآن. " هذا والله أعلم". وعندما تصل إلى المنزل تبدأ في قول أذكار دخول المنزل. ثم تتوضأ وتستعد لصلاة العصر. وبعد صلاة العصر تبدأ في قراءة القرآن حتى تتنهي من الجزء المخصص في هذا الوقت. وقبيل المغرب بنصف ساعة تستمع إلى شريط يتحدث عن فضائل الصوم أو تقرأ كتاب عن الصوم وفضائله.

وهناك كتيب قيم جدا اسمه " مجالس رمضان " للعلامة محمد بن صالح العثيمين. ثم بعد ذلك الإفطار على تمر أو ماء أو لبن مطابقة للسنة. ثم صلاة المغرب ثم أكل شيء قليل جدا، وأحذركم ونفسي من الأكل الكثير في هذا الوقت حتى لا نصاب بالتخمة والملل والتكاسل عن صلاة العشاء والتراويح. ثم الذهاب إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح ويفضل المسجد الذي يقرأ الإمام فيه بجزء كامل وصوته حسن. وبعد صلاة التراويح نذهب إلى المنزل فنجلس مع الأهل ليس أمام التلفاز والمسلسلات ولكن أمام طاعة الله، ثم بعد ذلك قراءة ما تيسر لك من القرآن ثم النوم في حدود الساعة الحادية عشر حتى نستيقظ قبيل صلاة الفجر.

إخواني....... أحذركم تحذير شديد جدا من الجلوس أمام المسلسلات من أول يوم حتى لا تجذبك وتستثير فيك حب التطلع للحلقة القادمة.

توصيات لابد من اتباعها.
1- التدرج في الطاعات. فإن النفس تمل سريعا والنفس تكره أن تلزمها بأشياء كثيرة، ولكن عوّد النفس على الطاعة رويدا رويدا حتى لا تضجر ولا تدخل رمضان بكل قوتك في الطاعات، فسوف تضعف من ثاني أسبوع في رمضان وستجد نفسك في نهاية رمضان متكاسلا حتى عن الصلوات المفروضة.

2- لا تأكل إلا بعد صلاة التراويح قال إبراهيم بن أدهم:" إذا ملئت المعدة ، نامت الفطنة ، وقعدت الجوارح عن العبادة".

3- لابد أن يكون غدك أفضل من اليوم، يعني إذا قرأت اليوم جزء فقط. فغدا تقرأ جزء وربع مثلا وهكذا حتى تستطيع من قراءة أكثر من ثلاثة أجزاء في اليوم. وهذا هو التدرج في الطاعات.

4- خذ هدنة مع التلفزيون تماما فليس لديك وقت في رمضان للجلوس أمام التلفزيون.

هذا النموذج افتراضي وعلى كل مسلم أن يعمل برنامج يومي على حسب حياته ومعيشته ولكن يجب أن يشمل البرنامج على قراءة القرآن وصلاة القيام ولو على الأقل ركعتين وعلى أذكار الصباح والمساء وعلى كثرة الاستغفار والذكر وعلى التدبر والتأمل في نعم الله علينا. هذا والله المستعان وعليه التكلان.

" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"
" اللهم أغفر لنا تقصيرنا في الدعوة إليك وفي التبليغ عنك، ولا تؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا، إنك نعم المولى ونعم النصير".
أسألكم بالله أن تدعوا لي بظهر الغيب لعل الله أن يغفر لنا جميعا اللهم أعنا على صيام نهار رمضان وقيام ليله وأقبله منا يا ارحم الراحمين

ملحوظة : هذا الموضوع بعث لي على برنامج المحادثة بالشركة وقمت بنشره لتم الفائدة وكل عام وأنتم بخير

إعلانات

المشاركات الشائعة